هبة الله

المجادلة

لكل إنسان في الحياة معنى أو بالأحرى سبب للعيش ...
سبب يمنحه القوة والصبر ليكافح ويقاوم ولا يستسلم
ومهما سقط يقف مجدداً ... فالحياة هكذا مرة تضحكك
ومرة تبكيك وفي بعض الأحيان تغرقك في بحور النسيان
وموطن الجراح ...
وقليلون يستطيعون الوصول إلى خط النهاية وهم ما يزالون
يرفعون شعلة الحياة داخل قلوبهم المتعبة
لا أدري إن كان بإمكاني المسير في تلك الدروب المتشابكة
بأكوام من الأشواك والقروح الدامية
لا أدري إن كان بإمكاني الصمود أمام جبروت الوحدة
ولكن لابد أن أسير وأكمل المشوار نحو اللا عودة
لابد أن أبتسم رغم الدموع .. ورغم أوجاع الجروح
ورغم تقطع الشرايين من الوريد للوريد
وحتى رغم الموت سأبتسم فلابد أن أبتسم لأجل الاستمرار
والمضي في رحلة الظلام ..
فالاستسلام يعني انهيار المعقول
انتهاء القول واعتمار عمامة الذل والجبن
نسيان التنفس عند رحيل الطفولة وتزاحم الصمت الطويل
أمام أبواب البيوت
فلذلك لابد أن أسرع الخطى نحو المجهول لأرسم طريقي
بنفسي.. ولأصل إلى النهاية وقلبي ما يزال ينبض بالحياة
ما يزال يقرأ الأحلام ويرتشف الإحساس من خلف
ظهور الأقدار .. ما يزال عابقاً برياحين الحب والخيال
ما يزال يرتعش من مشاهد الجمال وينتظر الآمال
يقلب الصفحات كلمة .. كلمة بلا خوف ولا ريبة
حتى تعلن الأنفاس موعد الترحال
هبة الله